* إشهار "الكويتية للاغاثة"خطوة مهمة على صعيد التنسيق والتعاون في الحقل الخيري ودعم الكويت لمسيرة العمل الخيري
**الجمعية الكويتية امتدادا للجنة الكويتية المشتركة للاغاثة التي انطلقت في أواخر الثمانينيات لإغاثة منكوبي فيضانات بنجلاديش بدعوة من بيت الزكاة الكويتي
**اللجنة الكويتية عملت كمظلة للتنسيق والتعاون بين كل المؤسسات الكويتية لتقديم العون لضحايا الحروب والكوارث والمجاعات واللاجئين والمشردين في العالم الإسلامي
جاءت موافقة مجلس الوزراء الكويتي قبل أيام على إشهار الجمعية الكويتية للاغاثة خطوة مهمة على صعيد التنسيق والتعاون في الحقل الخيري ودعم الكويت لمسيرة العمل الخيري، خاصة أن الجمعية تضم في عضويتها 16 جهة رسمية وأهلية منها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بيت الزكاة، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، جمعية الإصلاح الاجتماعي، جمعية إحياء التراث الإسلامي، جمعية النجاة الخيرية، جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، جمعية صندوق إعانة المرضى، مبرة الفلاح الخيرية، جمعية المعلمين الكويتية، الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، الجمعية الطبية الكويتية، جمعية الرعاية الإسلامية، الجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي، جمعية بيادر السلام النسائية، لجنة التعريف بالإسلام.
وتأتي الجمعية الكويتية امتدادا للجنة الكويتية المشتركة للاغاثة التي انطلقت في أواخر الثمانينيات لإغاثة منكوبي فيضانات بنجلاديش بدعوة من بيت الزكاة الكويتي، بعد اجتماع عقده مجلس بيت الزكاة برئاسة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حينئذ أحمد سعد الجاسر مع ممثلي الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالعمل الإغاثي في الكويت، وطرح بيت الزكاة هذا الموضوع على خلفية الفيضانات التي اجتاحت بنجلاديش والسودان، وما ترتب عليها من تداعيات إنسانية كارثية.
وفي هذا الاطار طرح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ورئيس الجمعية الكويتية للاغاثة الشيخ يوسف جاسم الحجي رؤيته لمسيرة الجمعية منذ تأسيسها وحتى نيلها ثقة مجلس الوزراء ورؤيته لمستقبل الجمعية في الفضاء الإنساني.
**بعد أن نالت الجمعية الكويتية للإغاثة ثقة مجلس الوزراء وتم إشهارها..ماذا تقول في هذه المناسبة؟
الجمعية الكويتية ذات رصيد خيري كبير منذ نشأتها في أواخرالثمانينيات إثر الفيضانات العارمة التي ضربت دولة بنجلاديش، وأسفرت عن تشريد أكثر من 30 مليون مسلم، وتدمير محاصيلهم الزراعية ومئات الآلاف من المساكن، وانتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات وخلّفت آلاف الوفيات.
وأستثمر هذه الفرصة لأثمن جهود رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك لموافقته على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بإشهار الجمعية الكويتية للإغاثة تقديرا لنشاطها الإنساني الواسع في مختلف أنحاء العالم، كما أشكر وزير الشؤون بالوكالة المهندس سالم الأذينة، ووكيل وزارة الشؤون محمد الكندري، ورئيس الهيئة الخيرية د.عبدالله المعتوق على جهودهم الطيبة التي أثمرت موافقة مجلس الوزراء على إشهار الجمعية.
وبفضل الله لقد نجحت اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة قبل اشهارها في أداء أعمالها الإنسانية التنسيقية بنسبة 80%، ورصدت وسائل الإعلام أعمالها ومشاريعها وبرامجها الإغاثية والخيرية التي نفخر ونعتز بها، ونأمل أن تواصل المسيرة لتحقيق النجاح في المرحلة المقبلة بنسبة 100%.
**على ذكر المرحلة المقبلة..ما الذي تعتزمون القيام به بعد اشهار الجمعية؟
المرحلة المقبلة باذن الله ستشهد اجتماعاً للجمعية العامة لإقرار نظام أساسي وفتح باب العضوية لمؤسسين جدد، ونأمل يكون للجمعية دور أساس ومحوري في مجالات التنسيق وجمع التبرعات لاستمرار مسيرتها في ميادين العمل الخيري، ومواصلة تقديم المساعدات للمنكوبين في مختلف أنحاء العالم وتكامل الجهود وتنسيقها في مجالات العمل الخيري.
**لو عدنا الى الوراء قليلا .. ما خلفيات انشاء اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة والتي أصبحت بعد اشهارها الجمعية الكويتية للاغاثة؟
فكرة إنشاء اللجنة كانت بدعوة من بيت الزكاة الكويتي، بعد اجتماع عقده مجلس بيت الزكاة برئاسة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حينئذ أحمد سعد الجاسر مع ممثلي الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالعمل الإغاثي في الكويت، وطرح بيت الزكاة هذا الموضوع على خلفية الفيضانات التي اجتاحت بنجلاديش والسودان، وما ترتب عليها من تداعيات إنسانية كارثية.
وحينما لم يتمكن بيت الزكاة وحده من مواجهة هذا الحدث الإنساني، وإيماناً من الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية بضرورة التعاون على البر والتقوى، فقد تنادت آنذاك بشقيها الرسمي والأهلي كالهيئة الخيرية ووزارة الأوقاف والأمانة العامة للأوقاف وجمعيات الإصلاح الاجتماعي وإحياء التراث والهلال الأحمر ولجنة مسلمي أفريقيا (العون المباشر حالياً) واللجنة الشعبية لجمع التبرعات في غرفة التجارة وغيرها لدراسة الأمر، والتنسيق فيما بينها لمواجهة الخطب وتقديم العون اللازم للمنكوبين من خلال العمل الجماعي المنظم والمشترك، وانبثق عن هذه اللجنة فرق عمل ولجان متخصصة مثل اللجنة الإعلامية واللجنة الطبية ولجنة المهندسين المتخصصة في إقامة البيوت. تضافرت إلى جانبه جهود المؤسسات الخيرية الكويتية الأخرى لتقديم المساعدات إلى المنكوبين.
وكان الهدف أن تكون هناك إغاثة جماعية للمنكوبين باسم الكويت من خلال هذه اللجنة، وتم إسناد مسؤولية إدارة اللجنة لبيت الزكاة، وعقد اجتماع تلو الآخر برئاسة وزير الأوقاف بوصفه رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة، وظل الأمر كذلك إلى أن سلمت رئاسة اللجنة لي لمواصلي المسيرة.
انطلاقة اللجنة
**بعد تأسيس اللجنة وتعاون المؤسسات والجمعيات الكويتية على دعم مشاريعها..كيف انطلقت المسيرة؟
انطلقت مسيرة اللجنة المشتركة بالتعاون مع المؤسسات الأعضاء لمواجهة تداعيات الكوارث والفيضانات والمجاعة في السودان وأندونيسيا والصين والبوسنة وكوسوفا وألبانيا والنيجر، وكان المجال واسعاً لتقديم المساعدات، وكانت اللجنة ترسل الوفود تلو الوفود، وتشكل اللجان، لفحص الأبنية وصيانتها، أو إعادة بنائها، وأخرى لتقديم المساعدات الطبية والتعليمية، وثالثة لتشييد المدارس ورعاية مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وكان من أبرز الجهات الداعمة بيت الزكاة ووزارة الأوقاف وبيت التمويل والأمانة العامة للأوقاف واللجنة الشعبية وغيرها، كما كان لشركات القطاع الخاص دور مهم أيضاً في تقديم مساعدات عينية.
ومن هناعملت اللجنة الكويتية كمظلة للتنسيق والتعاون بين كل المؤسسات والمنظمات الخيرية في الكويت لتقديم العون لضحايا الحروب والكوارث والمجاعات واللاجئين والمشردين،وتعاونت مع منظمات الإغاثة العالمية والإقليمية لدعم إمكاناتها وقدرتها على الاستجابة السريعة لاحتياجات الضحايا وحالات الطوارئ، كما أبلت بلاءً حسناً في التنسيق مع لجنة الإغاثة العامة التابعة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة التي تضم الهيئات الإسلامية العاملة في مجال الإغاثة في العالم، وذلك لتكون دائماً على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات العاجلة.
مشاريع إنسانية متنوعة
** وهل اقتصر عمل اللجنة على الأعمال الإغاثية بحكم مسماها وخلفيات نشأتها؟
دور اللجنة لم يقتصر على تقديم المساعدات العاجلة أو الاغاثية فقط بل كانت ومازالت تسعى إلى إعانة المنكوبين على التأقلم مع الأوضاع الطارئة بتوفير المأوى والطعام والماء والرعاية الصحية وسد احتياجاتهم الأخرى حتى يتجاوزوا محنتهم، خلال مكاتبها المعنية بأعمال الإغاثة وغيرها من الهيئات المتخصصة حيث يستفيد بخدمات اللجنة ملايين المنكوبين في مناطق الصراعات والحروب والمجاعات.
والجمعية ستواصل أعمالها وإنجازاتها باذن الله تعالى، وقد افتتحت قبل أسابيع قرية في دارفور وعدداً من المدارس، وقد تابعت وسائل الإعلام هذه الجهود الخيرية المباركة، وأثنى عليها المسؤولون السودانيون، كذلك كان للجنة جهود كبيرة في شمال اليمن وجنوبه وأندونيسيا والصين والهند وباكستان والبوسنة والهرسك وأفريقيا عبر 10 مكاتب خارجية.
واللجنة لم تدخر وسعاً في التحرك لإغاثة المنكوبين وضحايا الحروب والنزاعات والكوارث من أبناء أمتنا العربية والإسلامية في مشارقها ومغاربها، كما لم تألُ جهداً في التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية والسفارات الكويتية في الخارج من أجل تخفيف حدة معاناة ضحايا الزلازل والكوارث الطبيعية والنزاعات الأهلية وموجات الجفاف والتصحر في كل منالسودان وأندونيسيا والفلبين وبنجلاديش والصومال وباكستان ولبنان وقطاع غزة وغيرها إيمانا منا بمقتضيات الأخوة الإسلامية، ونأمل أن تواصل الجمعية مسيرة اللجنة وأن تحقق انطلاقة جديدة في المرحلة المقبلة.
قضية دارفور
**حظيت الاوضاع الإنسانية في دارفور باهتمام اللجنة الكويتية ، ماذا عن البرامج والمشاريع التي دشنتها في هذه المنطقة المنكوبة؟
تحظى قضية دارفور باهتمام خاص من جانب الجمعيات الخيرية الكويتية، فمنذ أن اندلعت النزاعات الأهلية في هذه المنطقة تحركت هذه الجمعيات على صعيد دعم العودة الطوعية للنازحين والمشردين وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية، وقامت الهيئة الخيرية واللجنة الكويتية وغيرها من الجمعيات الخيرية الكويتية بدور فعال في إنشاء المشاريع الخيرية والتنموية والإغاثية لأهل دارفور، إذ تعهدت الهيئة الخيرية بتمويل عدد من المشاريع في دارفور بمبلغ مليون دولار، كما تعهدت اللجنة الكويتية بتقديم مليون دولار أيضاً.
ووفاءً بهذه الالتزامات أقامت كل من الهيئة الخيرية واللجنة الكويتية في بناء قرية الكويت، وهي قرية سكنية نموذجية في منطقة نيالا في جنوب دارفور، وتضم 100 منزل ومحطة مياه ومسجداً ومركزاً صحياً ومركز شرطة ونادياً اجتماعياً ومحطة كهرباء، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وشملت تشييد 50 منزلاً ومحطة المياه.
وفي إطار نشاطها الإنساني دشنت اللجنة العديد من الحملات الإغاثية منها حملة إغاثية لولاية غرب دارفور خلال الفترة من 22- 26/4/2009 م، كما قامت بحملة إغاثية أخرى خلال الفترة من 26-30 أبريل 2009 م، وقدمت خلالها مواد غذائية متنوعة وفق حاجة المتضررين، واستفاد منها آلاف الأسر، كما أمدت مفوضية العون الإنساني بكميات من المواد الغذائية ومبالغ مالية لدعم جهود العودة الطوعية والعمل من أجل تحقيق استقرار الأمن في المنطقة.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للشيخ/ يوسف جاسم الحجي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين